نشاتة.
كان كافور عبدا اسود بصاصا خصيا قبيح الشكل بطينا ثقيل البدن قبيح القدمين منكوب الشفه السفلي وسنة مولده لم تعرف بعد ولكن من الارجح ان مولده في الحبشه او النوبه بين عامي 292و308ھ واختلفت الاقاويل في تحديده اختلافا كبيرا ويقال انه مات سنة 357 في 65 من عمره
وتنقل كافور وهو عبد من شخص الي اخر حتي وصل الي محمد بن طغج الاخشيدي وهو مؤسس الدولة الاخشيديه ودفع في كافور 18دينار فرباه وثم اعتقه
وقيل ان ابن عباس الكاتب ارسله الي محمد بن طغج الاخشيدي كهديه وكان احد قواد نكين امير مصر فتوسم فيه الذكاء واخذه ورد الهديه
وعندما جاء كافور الي مصر ذهب الي منجم ليقرا طالعه ولكن لم يكن معه سوي درهمين وايضا عندما كان عبدا لشخص اخر وبعد ان طرده وكان جائعا فطلب من طباخ الطعام ولكنه ضربه بلمغرفه وهي حارة وهذا يفسر الحروق في جسده واخذه رجلا طيب وعلاجه وعندما اخذه الي سيده رفض ان ياخذ اجر علاجه
ولايته.
عنى الاخشيد بتربية كافور ثم اعتقه وظل كافور يرتقي في بلاط هذا الامير ويتدرب علي مختلف شئون الحكم والاداره حتي اصبح من كبار قواده وذوي الشأن في دولته فعهد اليه الاخشيد بتربيه ابنيه انوجور وعلي كما عهد اليه بقيادة جيشه في قتال سيف الدوله وبغير ذلك من الامور خطيرة الشأن وعندما مات الاخشيد اضطربت احوال الديار المصريه فخرج كافور منها ومعه ابني الاخشيد وتوجه الي الخليفه المطيع لله واصلح امرهما معه والتزم كافور للخليفه بامر الديار المصريه ثم عاد اليها وكان غلبون قد تغلب علي مصر بعد موت الاخشيد في غيبته ووتقدم كافور الي مصر وتهيا للحرب وحارب غلبون وظفر به وقتله واصلح كافور اموال الديار المصريه
ولم يتيح كافور لابني الاخشيد انوجور وعلي ان يحكما البلاد وان يظهرا مزايا وعيوب حكمهما
ولكن اكتفي بالمخصصات التي حددها وقدرها 400الف دينار وحاول كلا منهما انا يحكما البلاد ولكن فشلا في ذلك وكلا منهما دفنا في بيت المقدس بجوار لاخشيد .
حيث بعد ان توفي علي ابن الاخشيد ظلت البلاد بدون امير وانتهي الامر بتحقيق رغبة كافور وبان يكون له حكم البلاد واحتفظ بلقب (الاستاذ) لانه كان يري فيه تكريما واعترافا بالمكانه التي وصل لها بمجهوده كما كان يتجنب له الاعتراض علي شريعة ولايته للعرش
*وكان لكافور من صفات الزعامه والتي بفضلها استطاع ان يسود حيث انه كان يعامل الناس البعض بالين والبعض الاخر بالشده وبسياسة كافور كسب قلوب الشعب حيث انه كان يكرم العلوين اعظم الاكرام .
*وذاع صيت بلاط كافور وعطاياه وقصده اصحاب الحاجات واعلام الشعراء والادباء وعرف بالكرم والعظمه
*وكان الواعظ يقول في قصته (ما انجب من ولد حام الا ثلاثه لقمان ،بلال المؤذن ،كافور)
*وعندما سمع المتنبي بكافور وانه يكرم الادباء والشعراء
فأتي الي مصر وكتب في بداية الامر قصائد مدح لكافور وكان المتنبي يريد من كافور ان يوليه ولاية ولكن رفض كافور ذلك فتضائل حماس المتنبي من كافور وغادر مصر وكتب قصائد كثيرة فيها هجاء علي كافور وفر خارج مصر وعلي الرغم من ذلك اكرمه كافور احسن اكرام .
*وكان لكافور منافس وهو فاتك الرومي الاخشيدي حيث كان يحسد كافور علي حكمه للبلاد فلا يلتفت كافور له ويدر عليه الاحسان ويراعيه
وعلي الرغم من ذلك فان حكم كافور لم يطل امده فقد توفي في جمادي الاول سنة 357ھ بعد انفراده في الحكم مدة سنتين واربعة اشهر ويقال انه دفن في بيت المقدس او في القرافه الصغري في مصر
المصدر :-
ابوالمحاسن. النجوم الزهراء ج4
المرجع
جيهان مأمون. الدوله الطولونيه ولاخشيديه في مصر