مقبرة الملك تحتمس الثالث.. المقبرة(KV34).. مقبرة صعودها وهبوطها يحبس الأنفاس في مدينة الأقصر في وادى ضيق منعزل بعيد عند الزاوية الجنوبية الشرقية بوادي الملوك بالأقصر.. في عام 1898م اكتشفت مقبرة الملك تحتمس الثالث على يد العالم "فيكتور لوريت" الذي كان يعمل وقتها في هيئة الآثار
وادى الملوك الذي يضم بين جنباته مقابر ملوك الأسر الحديثة من الأسرة ال 18 إلى الأسرة ال 21 وهذا الملك العظيم تحتمس الثالث يمثل أحد ملوك الدولة الحديثة من مصر القديمة وقد انفرد بحكم البلاد بعد وفاة الملكة حتشبسوت وكان من أقدر وأعظم الملوك فى المجال العسكري..
بلغت الإمبراطورية المصرية في عهده أكثر اتساع لها فقد امتدت من سوريا فى الشمال وحتى الصومال في الجنوب ولعبقريته العسكرية وانتصاراته الحربية أطلق المؤرخون عليه لقب نابليون الشرق القديم. مقبرة الملك تحتمس الثالث تقع في وادٍ ضيق منعزل عند الزاوية الجنوبية الشرقية من الوادي الرئيسي
مدخل المقبرة فخم يقع في مكان عالي ثم من المدخل إلى دهليز ينحدر انحداراً شديداً إلى أسفل يوصل إلى ممر ينتهي عند حجرة صغيرة يتوسطها سلم هابط ومنها إلى ممر صغير ثم إلى حجرة البئر، وهذه البئر كانت تمنع سيول الصحراء من الوصول إلى غرفة الدفن ومحتوياتها الثمينة
-كما كانت عقبة فى طريق لصوص المقابر وقد لون سقف حجرة البئر باللون الأزرق وبه نجوم بيضاء ويصل عمقه إلى 6 أمتار، ويوجد منظر فريد غير متبع في المقابر الملكية في طيبة وهي المناظر التي تمثل الملك مع أفراد عائلته ويمثل المنظر الأول الملك تحتمس مع أمه الملكة إيزيس
وهما في مركب في العالم الآخر ويتقدمهما رجلان يحمل أولهما رمز نفرتم وهو يمثل زهرة اللوتس والثاني رمز حورس وتحت هذا المنظر يوجد منظر آخر يمثل تحتمس الثالث يرضع من أمه "إيزيس"والمقبرة مدون عليها كتاب الموتى بالكامل على جدرانها وكأنها بردية ملصقة على الحائط يغلب عليها اللون الأصفر
وقد كتبت بالخط الوسط بين الخطين الهيروغليفى والهيراطيقى ويحمل سقفها عمودين ويوجد على جانبيها أربعة حجرات صغيرة وزعت بمعدل حجرتين على كل جانب وقد صُممت المقبرة لتتناسب مع المسالك الملتوية فى العالم الآخر ونجد أن غرفة الدفن لها شكل بيضاوي
كما ترى ممرات انتقال العمال القدماء بين وادي الملوك ومنطقة سكناهم في دير المدينة كان العامل الذي قوم بحفر قبرا للملوك عاملا متخصصا ويفتخر بكونه خادما في هذاالمكان وهناك منظر يمثل الملك تحتمس الثالث يتبعه ثلاثة من زوجاته هن "مريت رع" و"سات اعج "و "نبتو" وأخيرا ابنته" نفر ارو"
أما باقى واجهات العمودين الأول والثانى فهى مليئة بمناظر كتاب الموتي. ويوجد فى أقصى حجرة الدفن التابوت المصنوع من الحجر الرملى الأحمر وهو منقوش أيضاً ومثلت الالهة نوت على قاعدته رافعة ذراعيها ويوجد بجوار التابوت غطائه
وقد وجد التابوت فارغا أما مومياء الملك فقد عثر عليها فيما بعد بخبيئة الدير البحرى وهو لا يزال موجودا في المقبرة يمكن للزائر مشاهدته
