recent
أخبار ساخنة

«جـــروبـــي»

 

«جـــروبـــي»

روايح الزمن الجميل عمارة جروبي تقع في مشهد بانورامي في قلب ميدان من أشهر ميادين مصر"ميدان طلعت حرب" ومن أهم معالم وسط البلد وإحدى أشهر عمارات القاهرة ليس فقط لطيلة تاريخها أو لشكلها الرائع بل لشهرة كافيه جروبي الذي يعد من أشهر الكافيهات في تاريخ مصر الحديث


-والذي يمتاز بمزج الحاضر بالمستقبل إذ يجلس عليه جميع فئات المجتمع وفي مختلف الأعمار وبمرورك من أمام جروبي ترى عمارة ذات طابع أوروبي ممزوج بنكهة مصرية أصيلة وتطل مباشرة على ميدان طلعت حرب وأثناء صعودك العمارة تجد عند المدخل الخاص بها أفراد الأمن يجلسون بين مداخلها



من خارج المطعم تظهر العلامة التجارية "جروبى"بحروف عربية وأخرى لاتينية تجعل من يراها يدرك أنه أمام محل ذو طابع خاص ليس كباقي المحال الحديثة ومن الداخل لايزال يحتفظ المحل ببعض الآثاث القديم الذي يرجع لبدايات القرن العشرين ويعطي أنطباعاً بفترة السبعينات من القرن الماضي




عند دخولك من باب المحل تجذبك موسيقى "الساكس فون" لتعيش في أجواء هادئة ونجد أن العاملين محتفظين بملابسهم الكلاسيكية الأنيقة فيرتدوا زياً مكوناً من قميص وبنطلون وسديري وبابيونربطة عنقجينزشخص، أشقر ويرجع تاريخ الإنشاء إلى عام 1924 على يد المعماري "جوزيبي مازا"







وتبلغ مساحة الأرض المقام عليها العمارة 1445متر مربع ويحتل الدور الأرضي منها مقهى جروبي الشهير الذي أسسه السويسري "جاكومو جروبى" Giacomo Groppi (1863 -1947)  وهو من أصل سويسري أتي لمصر في آواخر القرن التاسع عشر لينشأ إمبراطوريته التى بدأها مع إبنه بمطعم ومتجرً لبيع الحلوى



يحملان اسمه في وسط القاهرة أحدهما بميدان طلعت حرب(سليمان باشا سابقا) والآخر بشارع عدلي تضاعف النجاح بعد أن افتتح محلين أصغر وأكثر بساطة يقدم فيهما الشطائر والحلوى والمشروبات وقوفا على الطريقة الأمريكية كما لم يكتفِ جاكومو بالمحلاّت الأربعة فكان يعمل على توصيل طلبات خارجية



مثل إقامة الولائم في بيوت الوزراء والكبراء ليصبح واحدا من أوائل من أدخلوا المقاهى ذات الطراز الأوروبي إلى مصر وكان«جاك جروبي»مالك العقار يسكن بها ويظهر عليها المعمار الأوروبي لنهاية القرن التاسع عشر حتى مجيء ثورة 1952فتم تأميمها وخروج الأجانب من مصر فتم ضمها لشركة مصر للتأمين


العمارة التي تعلو المحل لم يبق منها سوى 5 شقق سكنية واستحوذت الشركة على باقي الشقق وقد أغلق أصحاب تلك الشقق أبوابها ولم يأت ملاكها إليها منذ سنوات ويدفعون الإيجار لشركة مصر للتأمين. أمامقهى جروبي افتتح عام 1892وظل المكان ملاذًا للكتّاب والصحفيين والفنانين ونجوم السينما والمجتمع




-ولم يعلم «جروبي»عندما أنشأ مع إبنه مطعمًا ومتجرًا لبيع الحلوى يحملان إسمه في وسط القاهرة أنهما سيصبحان علامة تاريخية في أهم ميادين القاهرة أحدهما بميدان طلعت حرب(سليمان باشا سابقا) والآخر بشارع عدلي وربما نجح جروبي لروعة المكان أو لأنه لم يكن مُجرد مطعم ومقهى على الطراز الفرنسي


وإنما جاء كمشروع ثقافي يرسي ذوقا وتقاليد جديدة حيث اعتبر مركزا من مراكز الحداثة فكان يقيم العديد من الحفلات الراقصة ويستقدم الفرق الموسيقيّة ويعرض في حديقته الخلفيّة عددا من الأفلام السينمائيّة كما كان «جروبي»الفضل فى إدخال أنواعاُ جديدة من الحلوى والشيكولاتةدوناتوالعصائر المركزة






-والمربى والجبن وكرات مثلجة من الحليب وعصير الفواكه وأنواع جديدة من الحلوى كانت اسمائها جديدة وقتها: مثل "كريم شانتى"و"مارون جلاسيه" و"جيلاتى"و"ميل فاى"و"إكلير"و"بُول دي شوكولاه"وغيرها من الحلوى الأوروبية وكان أول من أدخل الأيس كريم لمصر



-فكانت العائلات الكبيرة تصنع «تورتة» عيد الميلاد هناك نظرًا لتميّزها عن أي مكان آخر. و«جروبي» هو أول من اخترع علامة الآيس كريم الشهيرة «كيمو» واشترتها بعد ذلك شركة Nestle العالمية ليصبح «كيمو» أشهر ماركة آيس كريم في مصر وربما في الوطن العربي



وفي منتصف القرن الماضي كان الملك فاروق يزور الكافيه من وقت لآخر لذلك قرّر «جروبي»أن يصنع كأسًا وفنجانًا للملك فاروق مطليين بالذهب لا يُقدّما إلا للملك وحدث يوماً أن زار بنات أحد ملوك أوروبا في ذلك الوقت قصر الملك فاروق أثناء زيارتهن لمصر وكان مما قُدم لهن شوكولاته رائعة المذاق




-فأعجبن بها أيما إعجاب قائلات أنه لا يوجد لها مثيل في بلادهن! هذه الشوكولاته كانت شوكولاته جروبيدوناتكعكة فما كان من الملك فاروق إلا أن أرسل لهن عقب عودتهن إلى بلادهن كميات من هذه الشوكولاتة اللذيذة من صنع "جروبي" ويحتل الدور الأرضي مقهى جروبي الشهير الذي تم تصوير عدد من الأفلام به


كاد لا يخلو فيلم مصري قديم من ذكر جروبي على سبيل التباهي فنجد سيدة القصر فاتن حمامة تدعو مدعويها إلى البوفيه قائلة"إتفضلوا البوفيه كله من جروبي"كما تم تصوير العديد من الأفلام العربية بالمحل أشهرها«العتبة الخضرا» و«يوم من عمري»و«عمارة يعقوبيان» و«صايع بحر»ومسلسل «جمهورية زفتى»





-وأخيراً قام "شيزار" و"بيانكى" آخر ورثة المحل عن جدهم ومؤسسة "جروبى" ببيع المحل إلى الشركة العربية للأغذية سنة1981م قامت الشركة العربية للأغذية بالمحافظة علي طابع المحل التقليدي من حيث الشكل والمضمون. (كنت معكم في رحلة لمكان أحبه كثيراً )جروبي حيث رائحة وطعم التاريخ


«جـــروبـــي»
مدونة السلطان في التاريخ والجغرافيا

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent